هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبكة ومنتديات همسة حب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تطرف أمومي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ميس
Admin



انثى
عدد الرسائل : 436
العمر : 35
البلد : الاردن
الوظيفة : طالبة هندسة جينات
المزاج : سنوات الضياع
تاريخ التسجيل : 10/02/2008

تطرف أمومي Empty
مُساهمةموضوع: تطرف أمومي   تطرف أمومي Icon_minitime14/5/2008, 8:22 pm

مهما تنوعت تجاربنا وتعددت، سوف نظل قاصرين عن إدراك معانيها، إلى أن
يمنّ الله ويُقدر، فنصاب بها في لحظة سخاء كونية، عندها نتوقف عن كوننا
ذوات مستقلة ونرتبط مختارين بذلك الإحساس الإعجازي الآسر بالحب دافقا في
الروح، غامرا إياها بسكينة تشبه اليقين فنتغير في لحظة ما أن يزعق الوليد
خارجا للتو من رحم احتضنه شهورا تسعة.
هذا الوليد يخرج منفصلا عن حبل سري سوف يربطه إلى الأبد بتلك المرأة
ثقيلة الوزن المستلقية في غرفة العمليات غافلة عن مسح عرقها المتصبب
منساقة بكل جوارحها لثلاثة كيلو من الجمال الخالص، مصدقة بشكل نهائي وحاسم
أن الحب قابل للحدوث في لحظة غامضة منفلتة من أسر المنطق والمعقول والواقع.
ويتجلى ذلك رغم أن الولادة الحديثة فقدت مهابتها ودراميّتها، فلم تعد
رمزا للوجع المبرح، منذ أن اقترح علينا الطب المتقدم حلولاً سحرية من
شأنها أن تجعل آلام الطلق من مخلفات الماضي سوف ينضم فيما بعد إلى باقي
مفردات التراث. فبمجرد أن تعطى المرأة حقنة في الظهر تبلغ قيمتها مائة
وثمانين دينارا أردنيا، حتى تتلاشى كل آلام المخاض الرهيبة التي كانت
تدفعها إلى الصراخ المستمر من هول الألم ولربما تردد بعض الشتائم بحق
الزوج الذي يذرع البهو مذعورا وهو يستمع بعجز وخجل لتلك الصرخات المفزعة
القادمة من غرفة الولادة، إلى أن يحسم الوجع بصرخة الوليد الطازج، مبشرا
بالحياة.
ولعل الوقت قد حان كي يكف المبدعون عن استعارة آلام المخاض للدلالة على معاناتهم، لأنها فقدت رومانسيتها ولم تعد مقنعة كالسابق.
والحق انه لو توفرت لي وسيلة عبقرية كهذه لأنجبت عشرة أطفال كحد أدنى
ضاربة عرض الحائط بهم المعيشة وتكاليفها، لما تختزنه روحي من عشق مرضي
لهؤلاء الصغار. وكثيرا ما ضبطت في أي زيارة لأي مستشفى وأنا أتسلل إلى قسم
الولادة كي أتأمل خلال النافذة الزجاجية العريضة للحاضنة بأقصى مشاعر
البهجة تلك المخلوقات الطرية الهشة المدهشة وهي تحدق بالعالم بارتياب
وتوجس.
الأمومة حالة في منتهى الخصوصية، ولا تتأتى هكذا وفق البيولوجيا فحسب،
إذ ليس كافيا أن يتوفر شرط الأنوثة كي نعتبر أن الأمومة قد تحققت حكما.
الأمر ليس بهذه البساطة وإلا ما سمعنا عن أمهات قتلن بدم بارد وبوحشية
مطلقة صغارهن وألقين بهم في العراء لمجرد إنقاذ أعناقهن أو سعيا وراء وهم
ستر لن يستر سواد أرواحهن في جميع الأحوال.
الأمومة ليست شأنا نسويا خالصا، بل ثمة الكثير من الرجال من يستحقون
هذا اللقب لفرط حنانهم وجزيل عطائهم وقدرتهم على التعبير عن حب صغارهم
وحماية رموش أعينهم وانخراطهم في الاعتناء والرعاية بكل تفاصيلها المتعبة
في كثير من الأحيان، ما يؤهلهم بأن يحظوا بملامح أمومة مكتملة شروطها
الإنسانية وذلك بالمعنى الدفيء للكلمة!
إذن، الأمومة على متاعبها وانهماكاتها من سهر ليال طوال ونكران تام
للذات وتضحية بكل ما يبدو من متع ومباهج في الحياة من اجل أن ينام الصغير
دافئا مطمئنا إلى حضن الماما المتوفر، عند أول آه.
الأمومة امتياز واستثمار ومنحة سماوية ينبغي أن نصلي كي نكون جديرين بها دوما.
وفي تصريحات غير مسؤولة تستطيع أي أم التأكيد على أن أولادها هم أجمل
أولاد في الكون، ذلك تطرف أمومي تتشارك في أعراضه كل الأمهات غير انه يظل
مشروعا دائما كونه نابعا من سطوة فكرة الحب ليس إلا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميار
مشرفة
مشرفة
ميار


انثى
عدد الرسائل : 969
العمر : 37
البلد : فلسطين الجريحة
الوظيفة : محاسبة
المزاج : التأمل بهدوء
تاريخ التسجيل : 18/02/2008

تطرف أمومي Empty
مُساهمةموضوع: رد: تطرف أمومي   تطرف أمومي Icon_minitime27/5/2008, 6:24 am

مشكورة ميس على جهودك
الحقيقة موضوع رائع جدا
الله يخلي امهاتنا فوق روسنا يارب

تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تطرف أمومي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الأسرة-
انتقل الى: