خمس سنوات عجاف مرت على الأميركييين وعلى رأسهم الادارة الاميركية
المتغطرسة التي مارست ابشع اشكال التضليل والكذب والخداع، وأوهمت العالم
ان اهداف الاستراتيجية الاميركية في العراق ترمي الى تدمير اسلحة الدمار
الشامل وتحقيق الرفاه للشعب العراقي وإخراجه من براثن حكم النظام السابق.
خمس سنوات عجاف كانت بفعل سواعد المقاومة الوطنية العراقية الباسلة وما
زالت عملياتها البطولية تتواصل بلا توقف تواجه اعتى قوى عسكرية على الارض
وبإرادتها الصلبة تمكنت من تمزيق قادة وكهنة البيت الابيض وكيف لا؟
فالاميركيون وحسب آخر التصريحات يقولون ان معدل العمليات التي تنفذها
المقاومة تجاوز سقف 1000 عملية اسبوعيا، بل ان صناديد البيت الابيض
والبنتاغون يعترفون بان 75% من ارض العراق تحت سيطرة عمليات المقاومة، بل
ازدادت عمليات المقاومة ونوعياتها بأن صرح الرئيس الاميركي جورج بوش مؤخرا
ان المقاومة العراقية لا تعرف الرحمة ولا الشفقة لشدة بسالتها وصلابة
موقفها وكفاءة عملياتها وان ثبات موقفها صنعته بدماء الشهداء.
ان المقاومة البطولية المسلحة في العراق حولت العراقيين الاشاوس
والابطال الميامين طيورا وحجارة من سجيل تتساقط على رؤوس كهنة البيت
الابيض وكل العملاء والاقزام والحلفاء والازلام والميليشيات. لقد تحدت هذه
المقاومة خلال السنوات العجاف الخمس الماضية الاميركيين وكل الناعقين
الذين تآمروا وتأمركوا وتصهينوا، والاهم انها فضحت اهداف المشروع الاميركي
بل ساهمت في تدهور قطار الشرق الاوسط الكبير الذي حلمت به اميركا ليكون
سوقا شرق اوسطيا اميركيا وواحة للحرية والديمقراطية وحقوق الانسان لكن
بأسلوب قتل الاطفال والنساء وثقب الرؤوس بالمقادح والمثاقب.
ان الاميركيين سيهربون عاجلا ام اجلا فلقد فشلوا فشلا ذريعا وسيولون
الدبر، وعلى كل قادة العملية السياسية في العراق ان يعوا ان الدجل
الاميركي قد انكشف وتعرى وانفضح مداه وأن خرافة التحرير وتحرير الحرية
اصبحت الآن من مهازل التاريخ المعاصر، لقد آن الأوان لان تلتحم كل الطوائف
التي تمثل عروبة العراق والتي صنعت تاريخه، عليها ان تقف خلف المقاومة
العراقية الوطنية في برنامج واضح المعالم شعاره اما ان ننتصر او نموت من
اجل العراق.
علينا ان نكنس الطائفية السياسية من حياتنا لكي نكنس المشروع الاميركي
والصهيوني والصفوي من ارض العراق، فوحدة المقاومة هي التحرير يصهرها وحدة
العراقيين وانخراطهم في صفوف المقاومة يدفع المحتل الاميركي الى الهاوية.
يا أيها العراقيون الوحش الاميركي الآن جريح وجرحه عميق ومتقيح ومقطع
الاوصال امام تنين المقاومة.
آن الآوان بعد كل هذه السنوات العجاف التي لفت المشهد العراقي ان ينهض
الشعب العراقي من وحل الدماء والخراب حاملا رايات طرد المحتلين ومتوعدا
اعداء العراق بان التحرير قادم وإن طال.
واما انت ايها الشعب العربي الغارق انظر ماذا يجري في الولايات المتحدة
الاميركية؟ مظاهرات متسارعة وهتافات تطالب بانسحاب القوات الاميركية من
العراق. وهذا الطوفان الشعبي في الغرب الذي تحرك لوقف هذا التوحش بحق
البشرية ما جاء الا نتيجة للمواجهة الشرسة التي تقودها المقاومة العراقية
الوطنية.
ان اعمال المقاومة ايها الشعب العربي ترفع الروح المعنوية للأموات
فلماذا يزداد صمتك؟ ام ان العرب اصبحوا في عالم الاموات لا حراك لهم؟ آن
الاوان ان يخرج هذا الشعب رغم انف الحكومات والاجهزة المعنية وان يعمل على
تجييش كل قواه لينفض غبار الخذلان والصمت والسكون. ها هي فرصتكم التاريخية
ايها العرب فالأيام حالكة وحبلى بالمفاجآت فعراب القتل في هذا العصر هي
اميركا وما على الاميركيين الا ان يكفوا اكفانهم عنا بعد كل هذا الخراب
الذي صنعته ايديهم.