عدد الرسائل : 606 العمر : 47 البلد : فلسطين الوظيفة : بلا المزاج : هادئ تاريخ التسجيل : 06/05/2008
موضوع: مدينه اريحا تاريخ وحضاره 7/5/2008, 4:21 pm
الموقع والتسمية تقعمدينة أريحا في الطرف الغربي لغور الأردن أو ما يعرف بغور أريحا، وهي أقرب للحافةالجبلية لوادي الأردن الانهدامي، منها إلى نهر الأردن، تقع عند خط الانقطاع بينالبيئة الجبلية إلى الغرب والبيئة الغورية في الشرق، وهي بذلك نقطة عبور هامة منذالقدم للقوافل التجارية والغزوات الحربية التي كانت تتجه غرباً نحو القدس وشرقاًنحو عمان، وهي أيضا الممر الغربي لنهر الأردن والبحر الميت، يمر منها الحجاجالمسيحيون القادمون من القدس في طريقهم إلى نهر الأردن والبحر الميت، من جهة أخرى،كانت أريحا البوابة الشرقية لفلسطين، عبرتها كثير من الجماعات البشرية المهاجرة إلىفلسطين على مدى العصور، وتنخفض عن سطح البحر نحو 276 م .
ويصفها البغداديفي معجم البلدان فقال : أريحا بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة والحاء المهملة أو بالحاءالمعجمة، وهي مدينة الجبارين في الغور من أرض الأردن والشام، سميت بأريحا نسبة إلىأريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح عليه السلام، وهذا يدل على أن أصل التسميةسامي الأصل .
وأريحا عند الكنعانيين تعني القمر، وقد عرفها العرب بأريحاء،وأريحا، وأطلق عليها أيضا مدينة وادي الصيصان، وسميت بهذا الاسم لأنه يكثر فيها هذاالنوع من الشجر الذي يلتف كسياج حول بساتينها ولا يزال فيها إلى اليوم . وسميتكذلك بتل السلطان أو عين اليشع، لأن أريحا القديمة لم تكن سوى تل صناعي صغير يدعىتل السلطان وهو أصل المدينة الأولى .
أريحا عبر التاريخ : يعتبرالخبراء الأثريون أن مدينة أريحا هي من أقدم مدن فلسطين إذ يرجع تاريخها إلى العصرالحجري القديم أي نحو 7000 سنة قبل الميلاد بل يذهب البعض منهم إلى أنها أقدم مدينةفي العالم قائمة حتى اليوم. وقد حدد الخبراء موقع أطلالها عند تل السلطان الذييقع على بعد 2 كيلو متر شمالي المدينة الحالية بالقرب من نبع عين السلطان.
هاجمها الهكسوس فيما بين 1750 –1600 ق. م واتخذوها قاعدة لهم، وكانت أولمدينة كنعانية تهاجم من قبل بني إسرائيل على يد يوشع بن نون سنة 1188 ق.م، واحرقواالمدينة وأهلكوا من فيها، ثم قام المؤابيين بإخراج اليهود سنة 1170 – 1030 ق.مبقيادة الملك عجلون .
ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثارالاقنية التي اكتشفوها والتي تظهر في وادي نهر القلط . وفي عهد المسيح عليهالسلام ازدادت شهرة المدينة، حيث زارها المسيح عليه السلام كما زارها النبي زكرياعليه السلام . ويرجع الفضل إلى الرومان في تعمير المدينة وازدهارها، ففي عهدقسطنطين الكبير 306 – 327 م انتشرت المسيحية في أريحا وأقيمت في ضواحيها الأديرةوالكنائس وأصبحت مركزاً لأسقفية، وكذلك ازدهرت في عهد البيزنطيين وتقدمت حتى دخلتتحت حكم العرب المسلمين في القرن السابع الميلادي وأصبحت تابعة للرملة مركز جندفلسطين . وقد أصبحت في صدر الإسلام أهم مدينة زراعية في الغور، حيث انتشرت فيهازراعة النخيل وقصب السكر والموز وغيرها.
ثم خضعت أريحا لحكم الصليبيين بعدأن غزوا فلسطين، وأصبحت مركزاً للجيش الملكي الصليبي بقيادة ريموند الذي غادرهابجيشه بعد أن سمع بقدوم الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، حيث جعلوها جسراً لهمفي فلسطين للاتصال بقواتهم وولاتهم في الشام.
ثم خضعت للحكم المملوكي، وأصبحت جزءاً من مملكة دمشق، وفي أثناء الحكم العثماني أصبحت أريحا ناحية بعد أنكانت قرية، ويقيم فيها حاكم يدعى المدير، ثم أصبحت قضاء في عهد الانتداب البريطاني،وكانت مركزاً للقضاء حتى عام 1944 إلى أن ألغته سلطات الانتداب البريطاني و ألحقتهبقضاء القدس، وفي عام 1965 عادت مركزاً للقضاء واستمرت كذلك إلى أن احتلها الصهاينةعام 1967.
السكان والنشاط الاقتصادي: تزايد عدد سكان أريحا بشكلتدريجي قبل عام 1948 ، حيث ارتفع من 300 نسمة عام 1912 إلى 1039 عام 1922م ثم إلى 1693 عام 1931 ، ثم ارتفع عددهم إلى 3010 عام 1945 ثم إلى 10166 نسمة عام 1961 ثمإلى 15000 عام 1978 وحسب إحصاء عام 1992 بلغ عدد السكان في مدينة أريحا بما فيهامخيمات اللاجئين إلى 20795 نسمة . وقد مارس سكان مدينة أريحا العديد من الأنشطةمنها: الزراعة: وقد عرفت أريحا منذ القدم بغزارة مياهها وخصوبة تربتها وقدحافظت أريحا على شهرتها الزراعية منذ أقدم الأزمنة، حيث زادت المساحة المزروعة ومنأهم المزروعات الحبوب المختلفة كالقمح والشعير والذرة والسمسم، كما تزرع فيهاالأشجار المثمرة كالحمضيات والموز والزيتون والعنب والنخيل، بالإضافة إلى بعضالمحاصيل الأخرى، كالتبغ وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربيةالأخرى وكذلك يصدر إلى الأردن .
التعدين والصناعة : عرفت أريحا الصناعةمنذ القدم مثل صناعة السلال والحياكة والحصر والحراب والنبل المزودة برؤوس الصوانوالفؤوس والخزف وغيرها، أما في العصر الحالي فهناك صناعة الفخار ، الحصر ، النسيج ،المياه الغازية ، الكراسي ، تخمير الموز ، الخيام. كما ازدهرت صناعة استخراجالمعادن والأملاح من البحر الميت مثل: كلوريد البوتاسيوم و الصوديوموالماغنيزيوم والكالسيوم والرومين، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه الموادتقدر بملايين الأطنان إذ تبلغ نسبة الملح في مياه البحر الميت حوالي الثلث.
السياحة : تتمتع أريحا بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيثالشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها و أشجارها،وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق أحدها على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميتالذي يعتبر اشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيهأمواج أو حيوانات مائية مفترسة. ومن شدة ملوحته فان جسم الإنسان يطفو على سطح الماءدون أدنى احتمال للغرق. يشتهر البحر الميت بالطين الموجود على شواطئه والذي يحوىخصائص علاجية.
النشاط الثقافي في مدينة أريحا:
1. التعليم : كانالتعليم في مدينة أريحا مقتصراً على الأديرة والكنائس حتى الانتداب البريطاني، حيثأنشأت مدرستان إحداها للبنين وأخرى للبنات، وفي عام 1967 بلغ عدد المدارس 26 مدرسةمنها 4 مدارس ثانوية و 8 مدارس إعدادية و أربعة عشر مدرسة ابتدائية، كما يوجد هناكمدرسة صناعية تابعة للتعليم المهني، بالإضافة إلى مدرستين صناعيتين أخريين للشبانالمسيحيين، وهناك مدارس للتعليم المهني مثل المعهد الشعبي لتعليم الطباعة ومدارستعليم السواقة، وقد زادت الحركة الثقافية في أريحا بعد إنشاء مكتبة بلدية أريحا حيثتضم 16 ألف كتاب .